تحولات أردوغان: "التزلج" بين التفاهم والتشاتم
لا شيء يتقدم على المصالح في ضبط العلاقات بين الدول، بما فيها التي تركز في الخطاب على المبادئ والقيم. لا النظام العالمي ولا القانون الدولي. وأكثر ما يفسر التبدلات السريعة في إدارة العلاقات من الصداقة إلى الخصام، ومن التحالف إلى العداء وبالعكس هو تقرير ما يخدم المصالح وما صار يؤذيها. ولا فرق سواء كانت المصالح في المجال الحيوي للبلدان التعددية أو ف
تحديات الخيار الكوبي بعد الأخوين كاسترو
كانت كوبا تبدو تحت حكم باتيستا وسيطرة المافيا والشركات الأميركية مثل "بيت بمنازل كثيرة" بحسب توصيف المؤرخ كمال الصليبي للبنان: "جنة" للمقامرة والسياحة والترفيه، "جحيماً" للأكثرية الفقيرة من شعبها، و"أرضاً" للهجرة يقصدها المهاجرون من لبنان وسوريا للعمل. في مطلع 1959 أكمل الثوار الشيوعيون الذين بدأوا الثورة
ترامب والتيار المتطرف: مشكلة للجمهوريين وأميركا
ثلاثة أمور صارت مكرسة في تقاليد السلوك السياسي الأميركي ضمن نظام الحزبين. أولها أنه ليس لأي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي زعيم أو رئيس ثابت كما هي الحال في الأحزاب الأوروبية والعالمثالثية. وثانيها أنه لا رئيس يبقى له دور مهم في حزبه بعد الخروج من البيت الأبيض. وثالثها أن الرئيس الذي تنتهي ولايته يصبح مواطناً عادياً يرفع قبعته للرئيس الجديد، ويصمت
لبنان عند ساعة الخيارات الدقيقة
لا طرف خلال حرب لبنان الطويلة أقدم على ما حدث في طرابلس وسط حرب عصابات سياسية: إحراق مبنى البلدية التاريخي، والهجوم على السراي بقنابل حربية إلى جانب زجاجات "مولوتوف". وليس هذا طبعاً من صنع الذين نزلوا إلى الشارع مطالبين بالخبز والعمل، ومنددين بالمنظومة السياسية التي سطت على المال العام والخاص، ودفعت الشعب إلى هاوية أزمات عميقة، وامتنعت حت
هيمنة إقليمية ودولية: أي "هلسنكي" شرق أوسطية؟
تعددت الاقتراحات والنتيجة واحدة: لا مجال لإقامة نظام أمني إقليمي في الشرق الأوسط. لا تحت مظلة نظام عالمي هو اليوم يشبه "نظام غابة" متعدد الأقطاب بعد سقوط نظام القطبين الأميركي والسوفياتي، ثم نظام القطب الواحد الأميركي، وصعود الصين وروسيا إلى جانب الولايات المتحدة على قمة العالم. ولا برعاية الأمم المتحدة. ولا بالتفاهم بين قادة المحاور في ا
55 سنة فلسطينية: خسرنا الجغرافيا ولم نربح التاريخ
الرمز باقٍ عبر إضاءة الشعلة في بداية كل عام. لكن الكفاح المسلح لتحرير فلسطين الذي جرى إعلانه رسمياً في مطلع عام 1965 صار تاريخاً من دون أن يصنع التاريخ. بعد عامين، خسر العرب الجغرافيا في حرب 1967، التي احتلت خلالها إسرائيل في ستة أيام سيناء والضفة الغربية ومرتفعات الجولان. كان ياسر عرفات يضيء الشعلة قبل أوسلو وبعده. أما بعد رحيله، فإنها تضاء من
مشروع "إيران العظمى": لبنان يدفع الثمن
لبنان وصل إلى الفصل الأخير القاتل في التراجيديا الإغريقية. هو عاجز عن تأليف حكومة، ومطلوب منه أن يكون المحارب الدائم على الجبهة الأمامية لمحور "الممانعة" بقيادة إيران. مهدد باكتمال الانهيار، وسط الأنانيات والصغائر لدى حكامه والحسابات الكبيرة الباردة للمتحكمين به. وأهل السلطة المحكومون بالانحياز إلى محور إقليمي في صراع المحاور في عزلة عربي
الرئاسة لبايدن والزعامة لترامب
كما في الحرب كذلك في الانتخابات: طعم الخسارة مثل طعم الرماد في الفم، كما يقال. ومن الصعب على الحكام، خصوصاً الرؤساء الذين يخسرون معركة الولاية الثانية تحمّل الخسارة، وإن بدوا متماسكين عند تسليم السلطة. جيمي كارتر عالج مرارة الخسارة أمام رونالد ريغان بإنشاء مؤسسة تشرف على الانتخابات في البلدان الأخرى، جورج بوش الأب رافقته المرارة على مدى عمره الط
من "الربيع العربي" إلى "الشتاء الإقليمي"
يخوض مصطفى الكاظمي من موقعه في رئاسة الوزراء معركةً صعبةً بمقدار ما هي مفصلية: معركة الوطنية العراقية في مواجهة قوى ضدها في الداخل والخارج... معركة دولة لتطويع دويلات نهبت واحداً من أغنى البلدان العربية ومُصرَّة على التحكُّم به. بعضها من أجل مشاريع أصغر منه، وبعضها الآخر من أجل مشروع أكبر منه. وليست المعركة سوى صورة في مشهد عربي مُثقل بمشقة الغزو ا
أميركا الحلم والكابوس تغيرت ولم تتغير
في "أوليس"، يقول جيمس جويس بلسان بطله "إن التاريخ كابوس أريد الاستيقاظ منه". وفي الواقع، يقال إن أميركا محظوظة لأن طبقات التاريخ لم تتراكم فوقها، بحيث تنطلق من الحاضر إلى المستقبل بلا أثقال. لكن تاريخها القصير ليس من دون كابوس إلى جانب الحلم. "الحلم الأميركي" تحقق، وجعل القارة الجديدة القوة الأعظم والأغنى، والأكثر حداث
أبعد من عالم ماركس وكينز وفريدمان
الكل يسأل، العالم إلى أين؟ والجواب مرتبط بسؤال آخر، أين يقف العالم اليوم؟ وإلى أي حدّ يستطيع خوض حرب كاملة على جبهتين واسعتين في وقت واحد؟ القاعدة الأولى في "علم اقتصاد الأوبئة" حسب البروفيسور
حلفاء أميركا في كابوسين... "كورونا" وبقاء ترامب
أميركا، كما يراها المؤرخ تيموثي مارتن آش، هي "عملاق قلق"، وهذا بالطبع قبل "كورونا" الذي جعلها والعالم في قلق بلا حدود، وقبل الوباء وبعده، فإن الرئيس دونالد ترمب يؤمن أن "القوة الحقيقية هي الخوف"، حسب كتاب بوب ودورد عن رئاسته. أما التحالفات التي بقيت منذ الحرب العالمية الثانية مصدر قوة للولايات المتحدة وحلفائها، فإنها ف
لبنان و"جبل" كونفوشيوس
على مدى التاريخ كانت "فرنسا تتغير دائماً وظهرها إلى الحائط"، كما يقول خبير فرنسي، ومن الإمارة إلى الجمهورية مروراً بالقائمقاميتين والمتصرفية، كان لبنان يتغير بقوة التحولات وموازين القوى الخارجية قبل الداخلية. اليوم يجد الوطن الصغير نفسه محكوماً بأن يتغير ولا يتغير في الوقت ذاته، لأن التحولات في المنطقة لا تزال في سيولة لم تتبلور تماماً
تحديات المشاريع الإقليمية على المسرح العربي
تحديات الأمن القومي العربي تتعاظم. وليس أمراً عارضاً أن يصبح الوجود العسكري الروسي في سوريا، والوجود العسكري الأميركي في أكثر من بلد عربي، مصدر اطمئنان وخطر في آن. مصدر اطمئنان للأنظمة في مواجهة داعش والقاعدة والتهديد الداخلي للأمن، كما في ضبط القوى الإقليمية التي تلعب على المسرح العربي. ومصدر قلق للقوى الإقليمية التي تعمل للهيمنة على العالم الع